
اليوم العالمي للألم 17 اكتوبر ( Journée mondiale contre la douleur):
متابعه وفاء سليمان محمد
نقلا عن منظمه الصحه العالميه
ألم وأمل
اليوم العالمي للألم
?من أصعب اللحظات التي يمكن أن تمر بها هي أن تجد عزيزا عليك يعاني من شدة الألم دون أن تستطيع فعل شيء له يخفف عنه وطأة هذا الألم، عندها تتمنى لو انه بالإمكان توزيع الألم حتى نخفف عن هذا المريض النائم في السرير الأبيض لا حول له ولا قوة، ويضطر في كثير من الأحيان إلى الاستسلام لمبضع مشرط الجراح، مصبرا نفسه بمقولة وجع ساعة ولا كل ساعة.
في مثل هذه الحالات تمر على الإنسان خواطر كثيرة، ويفكر بعمق في طبيعة الحياة، ويتساءل: ترى لو أن الإنسان وهو في ذروة المرض والألم عرض عليه أن يدفع كل ما يملك في مقابل أن يعود صحيحا معافى في بدنه من المرض، فهل يرفض هذا العرض؟.
الجواب: بالتأكيد لا، بل سيقبله متلهفا ويعتبره عرضا سخيا، ليتجلى لنا بوضوع المعنى الجميل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.. الصحة والفراغ )، ولنفكر بعمق في القول المأثور الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.
من يرد معرفة حقيقة الإنسان وضعفه، عليه فقط القيام بزيارة سريعة خاطفة إلى وحدة العناية المركزة في أي مستشفى من المستشفيات، ليرى هناك من يتغذى من أنفه لا من فمه بواسطة الخراطيم الممتدة من الأجهزة الطبية المساعدة، وليجد أيضا من يتنفس من ثقب إبرة، ومن يشتهي النوم ولا يستطيع بسبب جراحه وآلامه، ومن فقد عضوا من أعضاء جسده لا يمكن تعويضه.
هناك الموعظة الحقيقية، وهناك تتجلى الدنيا على حقيقتها، وقد يرجع الإنسان من هذه الزيارة إنسانا آخر بعقله وفكره وأخلاقه، يرى أن كل مشكلة في هذه الحياة تهون مقارنة بمشكلة المرض، نسأل الله أن يعافينا جميعا.
سأخرج بكم الآن من أجواء هذا الألم إلى أجواء التفاؤل والأمل، وأقول إن بوسع كل إنسان منا أن يجنب نفسه الأمراض، وأهم وسيلة من وسائل الصحة تكمن في الوقاية، وقديما قالوا: (درهم وقاية خير من قنطار علاج )، فعلى الإنسان أن يبعد عنه أجواء التوتر والغضب، فلا شيء يستحق، وأن يتعود على برنامج من الغذاء السليم وما أكثرها،وعلى ممارسة الرياضة وما اكثر الحدائق الصالحة لممارسة الرياضة في بلدنا، وألا يظلم أحدا حتى يجنب نفسه دعوة المظلوم التي ليس بينها وبين الله حجاب.
هذه بعض الخواطر التي مرت بي فرضتها علي ظروف معينة نسأل الله أن يمتعنا جميعا بموفور الصحة في رحاب وطننا العزيز .
